أذكر عندما كنت في المرحلة الثانوية وفي الصف الثاني ثانوي تحديداً .. أخذت معلمة تُحدثنا بإعجاب يصل الى حد الانبهار عن زيارتهم لمديرة لهم " متقاعدة " ..
لم تُعجب بما وصلت اليه هذه المديرة من علم في زمنٍ كان المتعلمات السعوديات فيه هم قلةٌ قليلة .. ولم يُلفتها سنين الخدمة الطويلة التي قضتها في خدمة التعليم في زمنٍ كان الغلبةُ فيه للمعلمات والمديرات الغير سعوديات ..
ولم يُبهرها حصول هذه المديرة على الدرجة الجامعية وعدّها من أوائل السعوديات التي تؤهل الى " قيادة مدرسة ثانوية للفتيات " ..
ولم يُبهرها حصول هذه المديرة على الدرجة الجامعية وعدّها من أوائل السعوديات التي تؤهل الى " قيادة مدرسة ثانوية للفتيات " ..
لم يُبهرها ذلك كله .. جُل ماانبهرت به هو " البنطلون المُخنصر " الذي كانت ترتديه المديرة في تلك الزيارة .. نعم بهذه اللفظة تماماً " المُخنصر " ..
كانت تحكي لنا مدى اعجابها بتلك المديرة .. وبأنها بالرغم من تقدمها في السن إلاّ أنها ترتدي " بنطولاً مُخنصراً " ..
بالرغم من صغر سني حينها ولكني أحسست أن روحي كادت أن " تُخنصر " من شدة الضحك .. وأن عقلي قد " خُنصر" فعلاً من سطحية ذلك التفكير .. فوحده البنطلون المُخنصر " على حد قولها " هو التطور الجوهري في نظرها .. وهو الدليل
الحي على تطور تلك المديرة المتقاعدة ..
الحي على تطور تلك المديرة المتقاعدة ..
نعم نحن مُطالبون بأن " نتطور " وأن " نتقدم " " ونرتقي " .. والكل يُريد أن يتطور..
ولكن يبقى الإشكال بماهية " التطور" الذي نؤمن به .. وماهي رؤيتنا لذلك التطور ؟؟
كثيرة هي صور التطور والتي في جوهرها هي صوراً لـ " الاتطور " بل والتأخر المُخجل أحياناً ..
تصابي سيدة الخمسين .. وحشر جسدها بلباس لايتناسب مع طبيعة عمرها ولا طبيعة جسدها هو " تطور " في نظر تلك السيدة .. تطوراً يجعلها أقرب الى الاضحوكة لدى الكثير ..
مُعلمة " سطحية التفكير " تُكرس الكثير من جهدها ووقتها فقط لزيادة عدد المعجبات من الطالبات " المراهقات " .. والقيام أحياناً بتصرفات تُصيب الرأس " بصداع نصفي "لمجرد محاولة فهمها أو تحليلها ..
وعادات غريبة ومباديء أغرب تجعل الشخص يقترب إلى أن يكون " مُهرجاً" ساذج .. يُضحك البعض .. ويُثير اعجاب البعض
ويُصيب الكثير " بالغثيان " لمجرد لرؤيته أو سماع حديثه ..
ويُصيب الكثير " بالغثيان " لمجرد لرؤيته أو سماع حديثه ..
لا أُريد الخوض كثيراً في صور التأخر الساذجة تلك .. ولكن ماأُريده فعلاً هو أن نضع "نظرتنا وقناعاتنا في التطور" على أكفة الميزان -" أقصد هنا ميزان الفكر الناضج .. والعقيدة السليمة " - ونرقب أي كفة منهم ستتفوق على الأخرى
" كفة التطور " أم " كفة التأخر " !!!
" كفة التطور " أم " كفة التأخر " !!!
اتمنى أن لانجعل من أنفسنا " أضحوكة أُمة " .. ونموذجاً للتأخر تنظر إليه الأمم الأخرى بتهكم يحفه كثيراً من فرح ..
دمتم في حفظ الرحمن