تعتبر حيل الدفاع النفسي أساليب غير مباشرة تحاول إحداث التوافق النفسي
وحيل الدفاع النفسي هي وسائل وأساليب توافقية لا شعورية من جانب الفرد من وظيفتها
تشويه ومسخ الحقيقة حتى يتخلص الفرد من حالة التوتر والقلق الناتجة عن الإحباطات
والصراعات التي لم تحل والتي تهدد أمنه النفسي ،وهدفها وقاية الذات والدفاع عنها
وتحقيق والاحتفاظ بالثقة في النفس واحترام الذات وتحقيق الراحة النفسية والأمن النفسي
.وتعتبر هذه الحيل بمثابة أسلحة دفاع نفسي تستخدمها الذات ضد الإحباط و الصراع والقلق والتوتر .
.
وحيل الدفاع النفسي هي محاولات للإبقاء على التوازن النفسي من أن يصيبه الاختلال ،
وهي حيل عادية تحدث لدى كل الناس، السوي واللاسوي ، العادي والشاذ ،والصحيح
والمريض ولكن الفرق بينهما هو نجاح الأول وإخفاق الثاني باستمرار ووجودها بصورة
معتدلة عند الأول وبصورة مفرطة عند الثاني . وما زاد عن الحد انقلب إلى الضد
.
:وتنقسم حيل الدفاع النفسي إلى أقسام عدة ونذكر منها تقسيمها إلى
-
حيل الدفاع السوية: وهي غير عنيفة وتساعد الفرد في حل أزمته النفسية وتحقيق توافقه
النفسي , مثل الإعلاء والتعويض والتقمص والإبدال .
حيل الدفاع غير السوية : وهي عنيفة ويلجا إليها الفرد عندما تخفق حيله الدفاعية السوية
فيظهر سلوكه مرضيا, مثل الإسقاط والنكوص والتثبيت والعدوان والتحويل والتفكيك
والسلبية .
وفيما يلي حيل الدفاع النفسي
1- الإعلاء ( التسامي )
هو الارتفاع بالدوافع التي لا يقبلها المجتمع وتصعيدها إلى مستوى أعلى أو أسمى
والتعبير عنها بوسائل مقبولة اجتماعيا مثال ذلك: إعلاء وإشباع دافع العدوان غالى
رياضة مثل الملاكمة
2- التعويض : هو محاولة الفرد النجاح في ميدان لتعويض إخفاقه و عجزه في ميدان آخر مما أشعره
2- التعويض : هو محاولة الفرد النجاح في ميدان لتعويض إخفاقه و عجزه في ميدان آخر مما أشعره
بالنقص , أو الظهور بصفة مقبولة لتعويض وتغطية صفة غير مقبولة .
مثال ذلك: شخص قصير القامة يشعر بنقص فيعوضه بالنجاح العلمي أو السياسي ,
وشخص فاشل دراسيا يعوض ذلك لتفوق رياضي .
يقول المثل العامي : اقرع ودقنه طويلة قال شي يعوض شي .
ويقول مثل آخر : ياوحشة كوني نغشة .
3- التقمص (التوحد): هو أن يجمع الفرد ويستعير ويتبنى وينسب إلى نفسه ما في غيره من صفات مرغوبة
ويشكل نفسه على غرار شخص أخر يتحلى بهذه الصفات , وهكذا نجد أن التقمص فيه
تسليم ضمني بالنقص وانه تكميل للنقص .
و يختلف التقمص عن التقليد في أن التقمص لاشعوري بينما التقليد شعوري
مثال ذلك : تقمص شخصيات الأبطال والنجوم والوالدين والأساتذة .
4- الاحتواء (الاستدماج):
هو استدخال و امتصاص الفرد في بناء ذاته شخصا أو موضوعا أو مشاعر أو عواطف
أو معايير وقيم لآخرين ويستجيب وكان ذلك عنصر من نفسه .
مثال ذلك : امتصاص الفرد لمعايير السلوك الاجتماعي وإدماجها في بناء شخصيته
والتعبير على أنها خصائص سلوكه الشخصي
5- الإسقاط: هو أن ينسب الفرد ما في نفسه من عيوب وصفات غير مرغوبة إلى غيره من الناس
ويلصقها بهم ( وبصورة مكبرة ) .
وقد يحيل الفرد ذلك على القدر أو سوء الحظ .
ويعتبر الإسقاط اعترافا لاشعوريا على النفس أكثر منه اتهاما للغير ( وانظر إلى
أصابعك عندما تتهم إنسانا , ا نابعا واحدا يشير إلى هذا الإنسان وأربعة تشير إليك أنت )
مثال ذلك : وصف الناس واتهامهم باللامبالاة أو الغيرة أو الأنانية أو الكذب ا و الغش أو
مثال ذلك : وصف الناس واتهامهم باللامبالاة أو الغيرة أو الأنانية أو الكذب ا و الغش أو
سوء الخلق , واتهام امرأة رجلا بأنه يحبها ويغازلها في حين أنها هي التي تحبه وتود أن تغازله .
ويقول المثل العامي : عيوبي لا أراها وعيوب الناس اجري ورآها .
6- النكوص:
هو العودة أو الرجوع والتقهقر إلى مستوى غير ناضج من السلوك وتحقيق نوع من
الأمن والتوافق حين تعترض الفرد مشكلة أو موقف محبط.
مثال ذلك: شيخ يسلك سلوك مراهق بعد أن اقلع عنه , وراشد يبكي عندما تقابله مشكلة .
7- التثبيت:
هو توقف نمو الشخصية عند مرحلة من النمو لا يتخطاها عندما تكون مرحلة النمو التالية
بمثابة تهديد خطير .ومن مظاهره التثبيت الانفعالي.
مثال ذلك : السلوك الانفعالي الطفلي الذي يصدر عن شاب .
8- التفكيك (العزل):
هو فك الرابطة بين الانفعال والأفعال , وبين أنماط السلوك المتناقضة وعزل كل منها
في واد بعيد عن الآخر .
مثال ذلك : شخص يصلي ويزني , وكان هذه دقة وتلك دقة ( ازدواج الشخصية ) .
9- السلبية:
هي مقاومة المسئوليات والضغوط حيث يفعل الشخص غير مايطلب منه أو يتجنب فعله.
مثال ذلك: الصمت والمقاومة والمعارضة والرفض
10 - العدوان:
هجوم يوجه نحو شخص أو شيء مسئول عن إعاقة بالغة .
مثال ذلك : الكيد أو التشهير أو النكت اللاذعة والهجاء .
11- الانسحاب:
الهروب والابتعاد عن عوائق إشباع الدوافع والحاجات وعن مصادر التوتر والقلق وعن
مواقف الإحباط والصراع الشديد .والانسحاب سلوك سلبي .
مثال ذلك : العزلة والوحدة لتجنب الإحباط في مجال التفاعل الاجتماعي .
12- التخيل:
اللجوء إلى عالم الخيال لتحقيق ماعز تحقيقه من نجاح في الواقع.
مثال ذلك : الاستغراق المفرط في أحلام اليقظة وبناء القصور في الهواء وحلم الفقير بالغنى .
يقول المثل العامي : حلم الجوعان عيش .
13- التحويل:
تحويل الصراعات الانفعالية أو الدوافع المكبوتة وتعبيرها عن نفسها خارجيا من خلال
العمليات الحسية والحركية أو العمليات الفسيولوجية
مثال ذلك : صدمة الانفجار التي تصيب الجنود في ميدان الحرب وتؤدي إلى العمى
الهستيري
14- التبرير:
تفسير السلوك الفاشل أو الخاطئ وتعليله بأسباب منطقية ومعقولة وأعذار مقبولة شخصيا
واجتماعيا .
والتبرير يختلف عن الكذب في أن التبرير لاشعوري يخدع به الفرد نفسه بينما الكذب
شعوري يخدع به الفرد الآخرين .
مثال ذلك : تبرير عدم الزواج من فتاة جميلة مرغوبة رفضت إتمام الزواج بأنها سيئة
السلوك .
يقول المثل العامي : إذا بعد عليك العنقود قل حامض ياعنب .
ومن الناس من يرون التواكل توكلا والتبذير كرما والبخل حرصا والقسوة حزما
والفوضى حرية .
ولقد قيل : افعل أي شيء تقرره وستجد له مثلا يبرره.
15- الإنكار:
إنكار لاشعوري للواقع المؤلم أو المسبب للقلق وذلك برفض إدراكه أو مواجهته , ويبدو
الفرد شانه شان النعام يدفن رأسه في الرمال . وهو حيلة تعبر بوضوح عن الهروبية .
مثال ذلك : إنكار موت عزيز , وإنكار خطر خارجي .
16- الإلغاء (الإبطال):
قيام الفرد بسلوك يعاكس ما قام به فعلا وكان غير مقبول شخصيا أو اجتماعيا وكأنه
يحاول إصلاح ماافسد وإلغاء وإبطال ومحو مفعوله . انه يعبر عن التوبة
مثال ذلك : إلغاء الأم عقابها لطفلها بإغراقه بالحب , و إلغاء الذنب بالتوبة
ويقول المثل العامي : يجرح ويداوي .
17- الكبت:
إبعاد الدوافع و الأفكار المؤلمة أو المخزية أو المخيفة أو الخطيرة المؤدية إلى القلق من
حيز الشعور إلى حيز اللاشعور حتى تنسى.
وهو وسيلة توقي إدراك الدوافع التي يفضل الفرد إنكارها وكأنه يهذب ذاته خشية الشعور
بالإثم والندم وعذاب الضمير وإيلام الذات . والكبت يعتبر بمثابة دفن خبرات حية ,
تحاول دائما الخروج ثانية إلى حيز الشعور , ويمكن أن تظهر المكبوتات مثلا في
الأحلام وزلات اللسان .
مثال ذلك : الغيرة المكبوتة أو الحقد المكبوت
18- النسيان:
إخفاء الخبرات والمواقف غير المقبولة أو المهددة عن الوعي والإدراك وهو ينتج عن
حيلة الكبت .
مثال ذلك: نسيان موعد غير مرغوب و نسيان اسم شخص مكروه
19- الإزاحة:
إعادة توجيه الانفعالات المحبوسة نحو أشخاص أو موضوعات أو أفكار غير التي سببت
الانفعال, وعادة تكون الأشخاص أو الموضوعات أو الأفكار التي تزاح إليها الانفعالات
هدفا أمنا أو على الأقل أكثر أمنا من الهدف الأصلي . والانفعال المزاح غالبا يكون انفعال
كراهية وخوف .
مثال ذلك :إزاحة كره الأب إلى المعلم , إزاحة كره الرئيس إلى المرؤوس .
20- الإبدال:
اتخاذ بديل لتحقيق هدف أو سلوك غير مقبول اجتماعيا.
مثال ذلك : إبدال السلوك العدواني الموجه إلى أحد الوالدين أو الإخوة إلى لعبة وتحطيمها
21- التعميم:
تعميم تجربة أو خبرة معينة على سائر التجارب والخبرات المشابهة
مثال ذلك : المثل العامي من يقرصه الثعبان يخاف من الحبل
22- التكوين العكسي:
التعبير عن الدوافع والرغبات المستنكرة سلوكيا في شكل معاكس أو في شكل مضاد
مقبول ( مبالغ فيه عادة ) .
مثال ذلك الإفراط في الضحك والسرور كتكوين عكسي لمصيبة كبيرة , الإفراط في
الحب كتكوين عكسي للكراهية الشديدة .
23- الرمزية:
اعتبار مثير لا يحمل أي معنى انفعالي رمزا لفكرة أو اتجاه مشحون انفعاليا
مثال ذلك : اهتمام شاب بملابس النساء رمزا لاهتمامه بالجنس الآخر
24- التقدير المثالي:
المبالغة في التقدير ورفع الشأن بما يعمي الفرد عن حقيقة الشيء ويحرمه من النظرة الموضوعية .
مثال ذلك : المبالغة في تقدير المحبوب ووصفه بكل المحاسن وتنزيهه عن كل المساوئ.
يقول الشاعر :
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا
ويقول المثل : حسن في كل عين ما تود .
هناك 4 تعليقات:
افادكم الله كما افدتوني
العلم النافع يبقى شكرا لكم بعد 10سنوات من نشر الموضوع يبحث احد المهتمين ويجد نشرتك ويدعوا لك
حلو
قد يكون صاحب الموضوع قد نسئ ماكتب وتحدث عنه لكنه افاد الاشخاص لمدة طويلة جدا , ابدعت بالطرح وضرب الامثلة وذكر بعض الامثلة الشعبية , موضوع مفيد ومشوق جزاك الله خير الجزاء
إرسال تعليق