عمر الأمل

عمر الأمل
فلنحيي في دواخلنا .. (( عمراً من أمل ))

الجمعة، 12 نوفمبر 2010

عيدٌ يُعانق طفولتنا






" العيد للأطفال " عبارة كانت تتردد على أذناي منذ طفولتي .. ولكنني لم أُدرك معناها إلا عندما كبُرت .. فحقاً " العيد للأطفال " يحوي برائتهم يُسعدهم .. يُشعرهم بأن الحياة رائعة .. وأن أُناسها وأحداثها أكثر روعة ..


في طفولتنا كان " العيد " هو الحدث الأروع من بين كل أحداث السنة .. كان يمتلك كثيراً من مفاتيح سعادتنا .. برائتنا .. حبنا .. ابتساماتنا .. ضحكاتنا  بساطتنا
والكثير ..  الكثير ..

وفي طفولتنا .. كانت الأشياء كل الأشياء تحُفها البراءة والبساطة .. حتى مُسميات العيد كانت بريئة وبسيطة .. فعيد الفطر هو "عيد الحلاوة " وعيد الأضحى هو " عيد اللحمة " .. فالعيد يُسمى كما كانت تُدركه أرواحنا الصغيرة ..


تقترب أيام العيد من معانقة أرواحنا البريئة .. فتبدأ مشاعر الشوووق لهذا العناااق الرائع .. ولأننا كنا لانُجيد الحساب وعد الأيام بشكل جيد .. يُصبح سؤال
" متى يجي العيد ؟؟ "  هو السؤال الأكثر طرحاً على كبار الأسرة .. فلا يوماً يمر 
 ولا صبحاً يُشرق إلا وسؤال " متى يجي العيد ؟؟ " يُطرح بكل شوق وترقب .. وتبدأ مهمة الكبار في طمئنة قلوبنا الصغيرة بقرب العيد .. وأنه سيزورنا بعد أيام ..





فستان .. حذاء .. قبعة .. حقيبة .. هي جُل أزياء العيد .. ولكن الفستان بالنسبة لي كان " فستان الأميرة " .. والحذاء " حذاء سندريلا " .. والقبعة " قبعة الليدي " .. والحقيبة " هي الحقيبة الأسطورة " .. هكذا كنت أُدركها فكل الأشياء المتعلقة بالعيد هي جميلة ورائعة .. تُفرح قلبي الصغير وتُحلق بي إلى عالم آخر مختلف تماما عن العالم الذي أعيش فيه ..

وبالرغم أنه لم يكن لأختيارنا لأزياء العيد دور كبير فأمهاتنا " حفظهن الله وجزاهن الجنة "  كن يقمن بذلك .. ولكننا كنا نثق بأنهن اخترن لنا الأجمل والأرقى من بين كل الأزياء .. ففي العيد الأشياء كل الأشياء جميلة ومُفرحة ..


كان اللون " الوردي " أو " الأبيض" هي أكثر الألوان التي كانت تنتقيها أمي لي .. لذلك لا لوم حينما أعشق اللون " الوردي "


وبعد امتلاكنا " لمقتنيات العيد " .. يزيد الشوق لعناق صباح العيد العذب ..



في عيد الأضحى .. هناك تفاصيل بسيطة ولكنها محفورة في الذاكرة بقدر تميُزها في نفسي ..
حدث " شراء أُضحية العيد "  من أبرزها .. فقد كان والدي " حفظه الله " يحرص على اصطحابنا معه لسوق المواشي " لشراء أُضحية العيد " وكأنه يُريد أن يغرس في نفوسنا  قيمة هذه الشعيرة العظيمة ..  وبالفعل قد غرسها  " فجزاه الله عنا خير الجزاء " ..
 كنت أُشاهد تفاصيل الحدث  بسعادة وافرة من خلف نافذة السيارة .. وأجهل كثيراً منها .. ولكن كل ماكان يهمني هو مراقبة " أبي " .. فكنت أُراقبه بإعجاب وكثيرا من " حب "

أهازيج " يوم عرفة " مازال صداها يتردد  في أذناي " بكرة  الوقفة وبعدو العيد نذبح بقرة عمو سعيد .. " فقد كانت تُردد بنغمة خاصة يحُفها الحماس فهاهو العيد قد أقترب ..






صباح العيد قد أشرق .. وأنفاسه العذبة  بدأت تداعب أنفاسنا البريئة .. وبدأ  العيد " يعانق أرواحنا الصغيرة  من جديد ويُشعل فيها الكثير من فرح .. سعادة .. حب .. صفاء .. ضحك .. لعب .. والكثير ..

ومع شروق شمس العيد تبدأ  تنفيذ " قوانين العيد الصارمة " والتي صاغتها برائتنا ومنها .. قانون ( لا زعل .. ولا خلاف في العيد ) فلاشيء سوى الحب والنقاء يُحيط بأرواحنا الصغيرة .. وأجسادنا المُتأنقة بأزياء العيد ..


كل شيء  كان يمر بسلام ارتداء الفستان .. والحذاء .. وحمل الحقيبة .. ولكن تظل " تسريحة العيد " هي الحدث الأطول من بينهم .. فتبدأ رحلة  " العناد " و " الدلال".. لا أُريد هذا وأُريد هذا .. لا أُريدها هكذا بل أُريدها هكذا .. وأختي الكبرى " حفظها الله "  تُنفذ لي ما أُريد بكثير من الصبر ( فالعيد للأطفال ) ..
وبعد انتهاء هذا الحدث الشاق " بالنسبة لأختي " .. أرتدي القبعة بكل حماس.. ( فلا أدري ماجدوى تسريحة العيد اذن )  ولكنها البراءة  .. لا غير ..





ذكريات العيد بالنسبة لي رواية لا تنتهي .. فهي ليست مجرد ذكرى ترد على البال .. ولكنها مشاعر عذبة ورائعة تضم روحي وتُشعل في داخلي الكثير مع كل ذكرى تُراودني .. وتنبض في أعماقي ..



كبرنا .. وكبرت مسؤلياتنا .. وزادت همومنا وأشجاننا .. وإلتاعت قلوبنا بفقد أناس سكنوا أرواحنا .. وتغيرت الكثير من تفاصيل حياتنا .. ولكن لا يزال العيد يطُل علينا كل عام ليُشعرنا بشيء من الفرح والأمل والحب والنقاء .. وليعيد الينا ذكرياتنا الجميلة معه ..





أحبتي ..
كل عام وأرواحكم وحياتكم أطيب ..
كل عام وأنتم وأهليكم ومن تحبون بصحة أفضل ..
كل عام وأنتم إلى الأفراح أقرب .. وإلى الأحزان أبعد ..
كل عام وقلوبكم بمن تحبون أوثق ..

كل عام وأطفالنا يجددون في أنفسنا فرحة العيد  ويُطيبون جروحنا .. ببرائتهم وعذوبة أرواحهم .. حماهم الله من كل شر ..




 ~ نبضة أمل ~

صديقتي الغالية .. نبضة القلب .. ورفيقة الدرب .. عذبة الروح .. وطيف الحنان
" روبة " أسأل الله لك حجاً مبروراً .. وسعياً مشكوراً .. وذنباً مغفوراً بإذن الله ..
حماك الله من كل شر .. وأقر أعيننا بعودتك إلينا سالمة غانمة معافاة .. وأدامك لنا نبضاً صادقاً وروحاً ندية ..

لكل من كتب الله له " الحج "  هذا العام  وأخص " ريمونا " .. حماكم الله من كل شر .. وأعادكم لنا سالمين .. وقد غُفرت ذنوبكم .. وطابت أرواحكم .. 

من الأعماق :  استودعكم الله الذي لاتضيع ودائعة ..

دمتم في حفظ الرحمن ..










هناك 4 تعليقات:

ReeMooNaa يقول...

أيا نبض من أمل !

احترت ف التعليق وجداً .. :$

لكني أحببت أن أشاركك الأمل في عمر الأمل !

لا تجاري أحرفي أبداً أحرفك فـ"نبض الأمل "تتقن أبجديات البوح !

ولها عمرٌ مع الأمل وحكايا لأيام ..

أفصحت عنها وبآنت في ذاك الأسلوب الأدبي تميز بوصف دقيق لما عاشه ذاك الأمل !

بجد هو عيد يعانق الطفولة ..
وهي تدوينة بجدعانقت الحقيقة ..

تحية ود .. لعمر الأمل ..

ReeM

أسماء علي يقول...

"عيداً يُعانق طفولتنا" عنوان لقصص ترويها ذاكرة فذة - حماك ربي أمولتي-
وترسم حروفها وتنسج كلماتها روحاً بنقائها ليست إلا طفلاً مختبئأ تحت مظلة نضوجاً فكرياً , أدبياً , اجتماعياً ....
وأنا أقووول لك "عيد يعانق أخوتنا" صديقتي ورفيقة دربي
أمولتي كل عام وانتي الصوت الذي يملأ قلبي أنساً وسعادة مع تكبيرات العيد
ولازال يأبى إلا أن يكن أول صوتاً أسمعه عن بعد صباح العيد
عادتك إعتادها قلبي قبل أذني لاحرمني الله عادة تعوديني بها
أمولتي :: تيقني أنه لايكتمل عيدي إلا بعد لقاء يجمعنا ووقتاً يحتضننا معاً
أعاده ربي على أخوتنا أعواماً عديده وسنيناً مديدة...

عمر الأمل يقول...

صغيرتي الغالية " ريمونا " ..

سعِد قلبي بوجودك هنا .. وسعِدت حروفي

بمشاركة حروفك الرقيقة ..

حماك الله من كل شر .. وأعادك إلى أهلك

سالمة ..

وجعلك قرة عين لكل من أحبك ..

عمر الأمل يقول...

صديقتي " سومة القلب " ..

دوماً متواجدة بالقرب .. بالقرب من

روحي .. وبالقرب من قلبي.. وبالقرب

من حروف بوحي ..

لا حرمتك .. أختاً لم تلدها أمي

ورفيقة دربٍ قطعناه منذ طفولتنا

بحجم كل شي في حياتي .. لاحرمت وجودك

في حياتي ..

وعيدٌ يُعانق أخوتنا ..