عمر الأمل

عمر الأمل
فلنحيي في دواخلنا .. (( عمراً من أمل ))

الجمعة، 24 سبتمبر 2010

يومي الأول



يومي الأول في المدرسة ..

 مازالت تفاصيل ذكرياتك تلُفني .. تُعانق ذاكرتي وتُشعرني
أنني بخير .. وأن بدايات عالمي  كانت بداياتٍ عذبة ..

 مازلت تُشعل في داخلي الكثير من الهمم والأحلام والطموحات ..

ذكريات يومي الأول ..

قبل أن أسرد  تفاصيل تلك الذكرى الفريدة ( بالنسبة لي )
أريد أن أصف حالي قبل قدوم ذلك اليوم الذي طالما انتظرته روحي البريئة بفارغ الصبر
كنت الأصغر من بين أخوتي .. الكل كان يذهب الى المدرسة  سواي .. فلم تصل أيامي الى السبع سنين بعد ..

 كانت المدرسة حلمي .. كنت أريد أن اذهب الى المدرسة كما يذهب أخوتي .. وأن اقتني مايقتنون .. وأن اسرد قصص يومي الدراسي لأمي وأبي كما يفعلون ..




صباح يومي الأول ..

 كان من أجمل صباحاتي حينها .. فها أنا قد كبرت وسأذهب الى المدرسة ..
 أذكر كيف أمي ضمت يدي وأخذتني معها إلى المدرسة ..
 اتذكر تفاصيل جو  ذلك اليوم  اتذكر لون السماء أتذكر كيف كانت الشمس تشبهني فقد كانت في بدايات شروقها مثلي تماما ..

أتذكر كيف كنت أراقب كل شيء في الطريق .. وكأنني لأول مره في حياتي أخرج من منزلنا ..
كانت قدماي الصغيرة ترافق خطوات امي . ولكن كانت خطواتي الأكثر سعادة ..
هانحن وصلنا إلى المدرسة ( مكان الحُلم ) ..دخلت إلى المدرسة  وكلي حماس لذلك المكان  ..
رأيت  فتيات صغيرات  بعمري وأمهاتهن معهن مثلي ولكنهن يختلفن عني تماما .. كان منهن من تصرخ ومنهن من تبكي.. ومنهن من تُمسك بأمها وهي في غاية الخوف والذعر ..
 في وسط هذه الأجواء المتوترة  كنت أرقب تلك الأحداث مشدوهه وكل تساؤلات الحيرة تعتريني .
أذكر حينها قلت في نفسي  ببراءة ( لماذا هم يبكون أليست المدرسة جميلة )..

 شعرت أن شيئا من الخوف بدأ يعتريني  فما كان مني إلا أن أنظر  بعيناي البريئة إلى أمي التي كانت تضم يداي الصغيرة
وكانت عيناي تطرح عليها كل التساؤلات التي احتوتني حينها ..

 نظرت أمي إلي بحب وحنان فوالله إلى الآن لن ولم أنسى تلك النظرة منها ..
 نظرت إلي وابتسمت .. وكأنها تقول لي :  لاتخافي ياصغيرتي  فاانتي الأشجع من بينهم .. انتي الأفضل من بينهم  .. أنتي الصواب وهم المخطئون ..
بعد هذه اللحظة التي عانقت عيناي عين " حبيبتي" وتحادثت أرواحنا بصمت طوقني شعوراً بالأمن لم أشعر بمثله قط في حياتي



مرت أحداث سريعة مازلت أذكر تفاصيلها  .. أذكر منظر تلك الأجساد الصغيرة وهي تجلس في فناء المدرسة .. أذكر مكان وتفاصيل حجرتي الدراسية الأولى ..
أذكر  معلمتي اسمها ورسمها .. أذكر كيف كنت لا أجيد نطق اسمها.. كان اسمها "غانمة" وكنت اناديها بحماس "أبلة غالمة " ..

أذكر كيف كانت اختي وحبيبتي  وتؤأم روحي التي كانت تكبرني بأعوام وكانت معي في المرحلة الابتدائية  تسعى جاهدة للإهتمام بي وإسعادي .. اذكر كيف كانت تُدللني أمام صديقاتها وكيف تصحح لي اسم معلمتي  كلما نطقته بشكلٍ خاطيء ..

ذكريات واحداث .. تفاصيل ساعات  .. محفورة في ذاكرتي ..

 انتهى ذلك اليوم الفريد .. وعدت الى المنزل وأمي مازالت تضم يدي الصغيرة وتُشعرني أنني بخير ..

الكل منا له ذكرياته في يومه الأول .. وذكرياتي ليست مميزة .. ولكن ماكان يُميزها هي   " روعة امي " .
.نعم هي وحدها من كانت تُشعرني دائما أنني الأذكى والأفضل والأشجع ..
 تُشعرني أنني الأجدر للوصول إلى القمة .. تُشعرني انني بخير وأنه لا مُستحيل في عالم الدراسة بالتحديد ..

أذكر يومي الأول في المرحلة المتوسطة .. عدت الى البيت والحزن والهم يرافقني ..ارتميت في حضنها باكية ( لا أريد الذهاب الى المدرسة) .. قالت لي بهدوء وروحها الندية تحتويني لماذا ؟ ..
 قلت لها : ( الإنجليزي صعب ماراح أنجح ).. قد يكون سبباً تافها بل مُضحكا .. ولكنها لم تُشعرني بشيء من ذلك أبدا ..

قالت لي " أنتي الأذكى من بين أخوتك " انظري اليهم كيف استطاعوا النجاح .. فاأنتي الأجدر بالنجاح .. ووعدتني أنها ستكون معي و أنها ستزيل كل عقبة تواجهني ..

كان ذلك بالأمس البعيد أما اليوم فهاأنا أحمل درجة البكالريوس في اللغة الانجليزية  بنجاح والحمد لله ..

 أرئيتم كيف أنها بروعة روحها وحكمة تصرفها وصدق تشجيعها وسعة بالها وعذوبة دعائها ( صنعت تلك المفارقة بعد فضل الله )


وبعد يومي الأول مرت الأيام تلو الأيام .. وزدادت صعوبة دربي كلما استقبلت عاماً جديدا .. وبداية جديدة ..

أذكر يوم تسلُمي لوثيقة تخرجي من الجامعة ..ضمت يداي وثيقة نجاحي وصبري  بقوة.. ولم يرد في ذاكرتي حينها سوى ذكريات يومي الأول ..
مرت سريعة  أمام عيني وسرحت بعيدا عن  عالم الشعور والوعي .. فهذه يداي التي كانت صغيرة  بالأمس قد كبُرت
  هذه يداي التي كانت تُمسك يد أمي لتُصلني الى المدرسة وتُشعرني بالأمان  هاهي الآن تُمسك وثيقتها الجامعية


عُدت الى البيت ولاشيء أُريده سوا رؤية أمي والإرتماء في حضنها الدافيء لكي تُشعرني كعادتها بطعم نجاحي
فور وصولي إلى المنزل ارتميت في حضنها وعانقت روحها العذبة  علها تُرويني ..واخذت دمووعي بالانهمار ..
وجلست اردد  ( أتذكرين امي يومي الاول في المدرسة ).. اتذكرين .. اتذكرين حين أخذتيني الى المدرسة بيدي أتذكرين  ..

 ابتسمت امي  ابتسامة ندية وقالت :نعم أذكر ..
حينها انعقدت ألسنتنا عن الكلام  وأصبحت دموعنا هي من تتكلم وتبوح ..






أمي ياعذبة الروح .. ويا تؤام الروح  .. ويادواء الجروح .. هاهي  "صغيرتك المدللة" قد كبُرت  .. ودروب النجاح قد وصلت ..

أعدك أنني سأصل الى القمة بإذن الله
أعدك أنني سأكون كما تمنيتيني أن أكون
أعدك أن أكون الأجدر والأفضل ..
أعدك أن أكون ثمرةَ طيبة لما غرستِ .. فكل نجاحات صغيرتك هي بعد فضل الله نتاج غراسك ..


والله ما توصف غلاك المعاني         يا أمي مكانك في محاجر عيوني
يا روحي وقلبي و ضحكة زماني     يا فرحة أيامي و بسمة سنيني
ما أنسى جميلك يا بعد كل فاني       بيدك رعيتيني و أخذتي بيديني
حققتي أحلام و أحلى الأماني          وأنا أوعدك يمه يا نور عيني
ما أنسى جميلك عطفك اللي خذاني   ما أنسى يدينك بالغلا تحتويني
أوعدك ما ابعد عنك مهما دهاني      بُعدي محال وقلبك يدق فيني
أكون أنا وياك كل الثواني             كفك تزيح همومي اللي تجيني
في ذمتي أحتار مدحك لساني      وأعجز عن التعبير بس أعذريني
شكري وتقديري وكل امتناني       تستاهله أمي على كل حيني


حفظك الله وعافاك .. وأطال في عمرك  وشفاك.. وجعلك لنا شمعة تنور حياتنا .. وتُشعل فينا الهمم .. وجعل جنة الفردوس هي جزاءك  ..


اتمنى لكم عام دراسي  جديد  يحُفه النجاح والتفوق .. وبداية جديدة مُشرقة وهادئة تُضاف الى ذكريات بداياتكم

دمتم في حفظ الرحمن 


 ~ نبضة أمل  ~

كونوا بالقرب من أطفالكم .. أشعروهم أنهم بخير .. أغرسوا في نفوسهم أنهم هم الأفضل والأذكى والأجدر .. شاركوهم همومهم حتى وإن كانت تافهه ( من وجهة نظركم ) ..
 ضموا أيديهم الصغيرة .. وافتحوا لهم أحضانكم الدافئة .. فغرس  اليوم .. هو ثمرة الغد

هناك 3 تعليقات:

أسماء علي يقول...

((أرئيتم كيف أنها بروعة روحها وحكمة تصرفها وصدق تشجيعها وسعة بالها وعذوبة دعائها صنعت تلك المفارقة بعد فضل الله))
بل رأيت أنوذجاً حياً نبيلاً راقياً لأبنة بارةاستحقت كل قدم لها حيث أثمرت أطيب ثمر حماك ربي وجعلك حياتك عنوان فخر و فرح وسعاده لكل من يحبك.. والديك حفظهما الباري وكل من حولك من احبابك.
ذكرياتك ,, للامست شغاف قلبي وحركت كيان ذكرياتي ..
تقبلي مني إحساس بالرغبة في إحتضانك ياصديقتي فذكرياتك أثارت شجون ماضي عشناه معاً...
صديقتك باالأمس واليوم وغداً بإذن الله

عمر الأمل يقول...

اختي " سومة القلب " .. اذا كان لذكرياتي بصمات عذبة في حياتي فتأكدي أنك جزء رائع من تلك الذكريات ..
فأنتي الأمس واليوم والغد بإذن الله

حفظك المولى من كل شر .. وكتب لك الخير حيثما كان ..

دمتي لي أسماء الوفاء والصفاء..

غير معرف يقول...

يآآهـ آنا أوؤل يوم بآلمطرسهه رحت سويتلي شلةة > بدري

من يومي رآعيةة عصآبآتت (=") خخخخ

تحيآأإتي : وحدة تقربلك p=